امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 4 فبراير 2017

المحاضرة الثانية عشر-ادوات البحث العلمي- الملاحظة -

المحاضرة الثانية  عشر

ادوات البحث العلمي
- الملاحظة -


      يحتاج الباحث العلمي الى بعض الادوات التي تساعده على انجاز بحثه بالشكل العلمي المطلوب استنادا الى ما قد قدمه من فروض ومشكلة خاصة ببحثه، وليس بالضرورة ان يستخدم الباحث جميع تلك الادوات انما يختار منها ما يتناسب مع بحثه ومن اهم تلك الادوات هي الملاحظة والمقابلة والعينة والاختبارات والتقاويم الاحصائية والمقاسات.

وقد تناولنا موضوع الملاحظة في المحاضرات السابقة بقولنا" اما الملاحظة والتي سيجري بحثها في محاضرة ادوات البحث العلمي حيث تمثل الملاحظة المراقبة والمشاهدة لظاهرة او حالة معينة او تناول احد الاهداف(الهدف: شخص او شيء) بشكل معمق وشمولي وقد يتطلب الحال من الباحث التواجد بالقرب من منطقة بحث الحدث او الخرق الامني وقد لا يكون ذلك متاحا للجميع ولكن من غير وجود تلك الملاحظة القريبة فقد يشكل مثلبة في مصداقية البحث والنتائج المرجوة منه، او ان تلك الملاحظة جاءت تخيلية ولم تحصل في منطقة الحدث او الخرق الامني".

 واليوم سنحاول اكمال بعض الجوانب المتعلقة بها لأنها من المسائل الاساسية في البحث العلمي  حيث تعني المراقبة التي يبديها الباحث لكل ما يتعلق ببحثه حيث تساعده في الوصول الى الحقيقة التي ينشدها في بحثه، فمن خلالها يستطيع بناء تصور واقعي عن طريق استخدام الحواس (السمع، البصر، التذوق، اللمس، الشم) سواء اكان ذلك بشكل مباشر او عن طرق استخدام الآلات والمعدات مثل اجهزة الاستشعار او اللاقطات او المسجلات والكاميرات وغيرها من الوسائل من اجل المساعدة في وضع  الحلول التي يتوخاها الباحث او التي تم ثبيتها في مشكلة البحث، وتعطي الملاحظة الاثر الكبير والفعال اذا ما تم استثمارها بشكل صحيح مع الادوات الاخرى، وقد تتفوق على الادوات الاخرى فمثلا عند اجراء المقابلة فان الباحث يسجل ما يقوله الشخص الاخر بينما يبقى الباحث بحكم ما يمتلكه من حواس في التعرف على الجوانب الاخرى والتي لم يجري التطرق اليها او تجاهلها من قبل الشخص الاخر وكذلك تنفع الملاحظة اثناء وبعد عملية الاستبيان وقد اختلف المختصون في تبيان او توضيح انواع الملاحظة التي تخص المواضيع المتعلقة بالبحث العلمي الا انه يوجد هناك تقسيم واقعي وقريب للدارسين وخاصة في المراحل الاولى من البحث العلمي وهي:-

 1- الملاحظة الاولية:- وهي الملاحظة التي تحصل للمرة الاولى وقد تكون خاطفة ولا تستغرق سوى زمن قصير جدا وقد تتكرر لأكثر من مرة او قد لا تتكرر وهنا تظهر براعة العاملين في مجال البحث العلمي الامني في وجوب التركيز، حيث ان الكثير من اهداف الامن مثل الاشخاص والعجلات والماركات والاشارات والعلامات قد تظهر لمرة واحدة وعند ملاحظتها بشكل جيد فان ذلك يعني للإدارات الامنية الشيء الكثير او تكون متعمقة بحيث تستغرق وقت كافي ويمكن ان تحصل الاكثر من شخص اي ان الاشخاص المكلفين بالبحث قد يكونون مجموعة يتطلب الامر ان تكون لك واحد منهم معاينة اولية للهدف او الموضوع الجاري بحثه.

 2- الملاحظة الالية:- كما هو معروف فان امكانيات البشر محدودة في بعض الجوانب مثل محدودية السمع والرؤية للاماكن البعيدة وتضيف الآلات الى البحث العلمي امكانية عالية من خلال ما تقدمه من توثيق وسرعة استجابة وعدم تأثرها بأطباع وامزجة الناس وعدم تأثرها  بالنواحي النفسية مثل الملل او الضجر او الغفلة حيث بامكان الباحث مثلا ان يقوم بنصب كاميرا  في مدرسة تصور عادات الطلاب في النادي من بدء الدوام الى نهايته ولمدة سنة كاملة والتي يعجز البشر من القيام بذلك لوحده، او قد يستفاد مما موجود لدى ادارات المرور او المحلات والاسواق الكبيرة مثل (المولات) او الشركات الامنية الخاصة وحتى المعدات والآلات المستخدمة من قبل الاهالي في دورهم او محلات عملهم او انشطتهم التجارية او العلمية او الاجتماعية المختلفة ويمكن ان تستعمل في الملاحظة الالية الكثير من الوسائل مثل الكاميرات واجهزة التسجيل الصوتي والصوري والموبايلات والمجسات واجهزة الاستشعار والمتحسسات وأجهزة الفرز والعدد والكشف واجهزة قياس الفعاليات البشرية مثل القوة والاجهاد وغيرها.
3- الملاحظة المتكررة:- وفيها يعمد الباحث الى تسجيل او تكرار تسجيل الحدث خلال فترة زمنية محددة، حيث ان البعض من اهداف العمل الامني او المواضيع التي تدخل في اهتمام اعمال خدمة الامن مثل المخاطر والتهديدات والخروقات بحاجة الى تكرار المعاينة فقد لا يكتفي بملاحظة الاولى او الالية حيث يجري تكرار العملية لأكثر من مرة لغرض تثبيت المعلومات المتعلقة بها بشكل صحيح ويستفاد من ذلك ايضا في البحوث المتعلقة بالحوادث مثل حوادث سقوط الطائرات حيث يفضل ان يتم جمع حطام الطائرة ومن ثم ملاحظة الاجزاء المتضررة لبيان اسباب سقوطها او الصور او اماكن العمليات الاجرامية او حتى اماكن العمليات الارهابية او الاماكن المشبوهة.

4- الملاحظة المتعلقة بالجانب السلوكي:- وفيها يتم تسجيل البيانات وبشكل تفصيلي(بفضل استخدام معدات والات لغرض التسجيل او المراقبة) عن سلوك فرد معين او مجموعة افراد خلال فترة زمنية معينة والقصد من تسجيل تلك السلوكيات هو استفادة الباحث مما يمكن ان يتوصل اليه من حقائق تساعده في انجاز بحثه، وقد تكون تلك السلوكيات غير حقيقية اي خداعة مثل سلوك المجرمين داخل السجون او سلوك بعض العملاء والجواسيس والذي قد لا يظهر للعيان ولكن تأثيرات ذلك السلوك قد تظهر لاحقا ومنها على سبيل المثال: عندما سئل احد العملاء عن كيفية قيامة بعمله مع انه لا يلتقي بأشخاص ينتمون الى اجهزة امن خارجية فرد كان عملي هو ان اضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب.

5- الملاحظة المتعلقة بالجانب الحركي:- وفيها قد يلجأ الباحث الى مراقبة حركات فرد معين او مجموعة افراد خلال فترة معينة وهي طريقة تجمع السهولة والصعوبة في نفس الوقت وترجع السهولة فيها الى امكانية اي باحث القيام بذلك دون الحاجة الى وسائل مساعدة  وان استخدمها فليس بالضرورة ان تكون بشكل مستمر وتكمن الصعوبة فيها في ان يتمتع الباحث بقدرة تمكنه من تحليل تلك الحركات بشكل صحيح من اجل الوصول الى حقائق ونتائج صحيحة حيث يعمد بعض الافراد الى القيام بحركات او تصرفات معينة في فترة معينة ثم يتركها وقد يقوم بغيرها وقد لا يستطيع الباحث فهم حركة معينة او يتجاهل حركة اخرى وفي جميع الاحوال فقد لا تعطي تلك العملية نتائج مضبوطة.

6- الملاحظة المتعلقة بالجانب الغير المادي:- وهذه تتطلب ان يكون الباحث على مستوى من التدريب والمقدرة على التعامل مع الجوانب غير المادية وهذه الميزة قد لا تتوفر لدى الكثير من الباحثين ولعل من الصح القول ان بعض جوانبها يمكن الوقوف عليه مثل:-
   أ- ان الملاحظات المعنوية او غير المحسوسة او غير المادية والتي تتعلق بما يجول في خاطر اهداف الامن قد تخفى على الكثير من الباحثين او انهم لا يستطيعون معرفة او توقع تصرفات تلك الاهداف بشكل دقيق.
   ب- بعض الملاحظات غير المحسوسة او لنقل المعنوية يصعب تحديدها بالضبط كونها تتعلق بالجوانب الثقافية او العادات والتقاليد والصفات اي انها يمكن ان تكون مشخصة بشكل عام وقد تكون خصائص عامة لجماعة معينة ولكن لا تصح كقياس يمكن تعميمه على الجميع فلو قلنا ان العرب يتصفون بالشجاعة فليس بالضرورة ان يكون احد اهداف الامن وهو عربي ان يكون شجاعا يتطلب منه الدخول في صراع مع ثلاثة اشخاص يعترضون طريقه في الليل لغرض تسليبه (سرقته)، وهذا الموضوع قد يتعلق بعلم الفراسة سواء ما تعلق منه بالأجسام والوجوه والهيئة اي دراسة الانسان من خلال دراسة المظهر الخارجي له او تعلق الامر بالجوانب النفسية، وهناك مواصفات يمكن ان تساعد في الملاحظة غير المعنوية واساسها الوجود المادي مما تعارف عيه الناس فمثلا ان الانف الصغير يدل على الجمال والانف المستقيم يدل على الحكمة والانف العريض يدل على التفاؤل وطول المرأة في أوروبا يدل على الجمال بينما في شرق اسيا العكس هو الصحيح.
    اما الألوان فلها الكثير من والدلالات فعلى سبيل المثال اللون الاصفر في الكثير من الدول له دلالات مختلفة فهو في مصر يعني الازدهار وعن غالبية دول العالم يعني الغيرة، وهو اول لون يمكن تميزه بين الألوان لهذا فان غالبية دول العالم تجعل لون السيارة اصفر، وعلامة التحذير للوقوف في إشارات المرور صفراء وصبغ الجداران في الغرف الكبيرة باللون الأصفر يعطي إحساس بالدفء وتقريب المسافات، وقد وظف القرآن تلك الدلال المتعددة للألوان على سبيل المثال في تصوير مشاهد مختلفة منها ما هو إيجابي كما في قواه تعالى في الآية (69) من سورة البقرة((قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ)) بينما في آيات اخرى ومنها قوله تعالى في الآية (51) من سورة الروم((وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ)).

وفي الوقت الحاضر فان الملاحظة تعني الشيء الكثير فهي تعني لما اتفتق عليه الناس او ما تم توجههم لدلالته فالخطوط البيضاء على الطريق بالقرب من إشارات المرور تعني منطقة مخصصة للعبور والعلامة الموضوعة في وسائل النقل التي تدل على تخصيص أماكن لذوي الاحتياجات الخاصة واشارات وعلامات المرور والشريط الوردي الذي تحمله بعض نساء المجتمع يعني اظهار الدعم المعنوي للنساء المصابات بسرطان الثدي او حملة لغرض التعريف به وبمخاطره  وهناك العديد من العلامات المرسومة على الكثير من المنتجات الاستهلاكية والغذائية التي تتطلب الملاحظة الدقيقة التعامل معها ومعرفته مضامينها.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق